( قصرٌ في الجنّة )
+8
NoOoLH
عبير الحب
للدين فتاة
نادين
روعة الكون
AbEr sAbiL
AmEr Al7zAN
Mr.samer
12 مشترك
- Mr.samerمشرف
- عدد المساهمات : 440
النقاط : 232
التقيم : 4
( قصرٌ في الجنّة )
الإثنين سبتمبر 17, 2012 5:56 pm
( قصرٌ في الجنّة )
طُرق الباب ، دخل على أبي في الجمعيّة
الخيريّة شابٌّ في العقد الرّابع من عُمره ، في يده حقيبة بُنّيَّة ، وعلى
وجهه آثار السّفر ، ألقى التّحية وردّ عليه أبي ورحّب به ، وأجلسه في
المقعدِ القريبِ منه ، قال وهو يرتشف قدحاً من الشّاي : لقد قرّرتُ أنا
وزوجتي أن نتصدّق بهذا المال الذي ادّخرناه لسنوات ، يحدونا الأمل أن نبني
به بيتاً أنيقاً تُحيطه حديقةٌ فيحاء ، يلعب فيها أطفالنا مع أترابهم ،
أحلامٌ وأحلامٌ ، وبعد أن جمعنا المال ، بدا لنا أمرٌ آخر ، أن ندّخره عند
الله ، قصراً في دار السّلام وها هُو بين يديك فاجعله حيث شئت في أبواب
الخير صدقةً جاريةً .
ابتسم أبي ابتسامةً مُشرقةً ، وربت على كتف
الشّاب ، وقال أسأل الله أن يتقبّله منك رصيداً وذُخراً في دار البقاء ،
فتح الحقيبة ولشدة ما كانت المفاجئة السّارّة مليونان من الجُنيهات إنّها
تكفي لتشييد مصنع أو لبناءِ مدرسة ، نعم إنّه تكلفة مشروع المدرسة
النّموذجية التي طالما تمناها أبي ، كي تنهض بالمُجتمع وترقى بالأخلاق
وتغرسُ القِيَم وتُهذّب النُّفوس وتُغذّي العُقول ، قال الشّابّ : كما ترى
يا أبا أحمد بشرط أن أتكفّل بكُلّ النّفقات مهما بلغت .
مرّت الأيام وتفتّق البِناء وارتفع ، وكاد أن
يتمّ لولا نفقات يسيرة لا تتجاوز خمسة عشر ألف جُنيه ، برّ أبو أحمد بوعدِه
اتّصل بهذا الشّاب السّخيّ طلب منه أن يتفضّل بزيارته في المؤسّسة التي
يُديرُها بالقاهرة ، سافر إليه ومعَه ولده خالد أصغر أبنائه ، وصلا لمكتبه
هشّ لهم وبشّ ، أكرم ضيافتهم ، حضر وقت صلاة الظُّهر ، خرجوا جميعا للمسجد
وبعد الصّلاة انصرف بهم إلى بيتِه للغداء والاسترواح ، ثُمّ عادوا إلى
المُؤسّسة بعد صلاة العصر ، وطال مُكْثُهم حتّى المغرب ، أبو أحمد يُريد أن
يعود لقد تأخّر طويلاً ، والشّاب لم يتطرّق إلى الموضوع ( المبلغ ) ،
تكلّم أبو أحمد بعد تردُّد وكان معروفا بحزمه ، قال : لقد تأخّرت ، وعدتني
بالمبلغ ! فهل أنصرف الآن ؟ قال الشّاب بسُكُونٍ وتؤدة بل انتظر قليلاً ،
لقد تعمّدت أن تبقى معي حتّى ينتهي الدّوام ، إنّني عزمْت أن أتصدّق بكُلّ
ما في خزينة اليوم من مال .
بعد ساعاتٍ انتهى الدّوام ، وأخذ الشّاب
حصيلة اليوم ستّون ألف جُنيْهاً قدّمها لأبي أحمد الذي عاش لحظاتٍ بين
الذّهول والفرح ، قال للمحسن مشفقا : طلبتُ منك رُبْع هذا المبلغ ، هُو
يكفينا لا حاجة لنا بالباقي ! قال أبو أحمد : ولكن هل تحرمني من هذا الخير ؟
سكتَ الوالد سكُوت الرّضا وانصرف شاكراً .
عُدْنا إلى بلدِنا ، ما إن ولجت البيت حتّى ارتميت على الفراش ، وخطفني
النّوم ، وطرحني في سهاده ، وأنا استمتع بدفء الفِراش في ليل الشّتاء ، دقّ
جرس الهاتف نهِضت من الفراش أوقدت المِصباح نظرتُ في السّاعة التي على
المنضدة ، السّاعة الثّالثة يا لقلّة الذوق ، يوقظون النّاس من نومهم في
هذه السّاعة .
قُلت هذا ضجِراً ، ولم أردّ على الهاتِف ، الذي رنّ للمرّة الثّانية انتبه
أبي وسألني : لم لا ترد يا خالد ؟ فقلت : أناسٌ مُزعجون ! لا يستحقُّون رفع
السّمّاعة ، قال عيبٌ عليك يا بُنيّ ، الله أعلمُ بخطبهم ، رفعت السّمّاعة
، إنّه الشّاب السّخي ، يا أبي تناول الوالد السّمّاعة وحيّاه وقال : تدري
يا حاجّ لماذا اتّصلتُ بك في هذه السّاعة ؟ لا يا بُنيّ ما الخطب ؟ قال :
المبلغ الذي أعطيتك ؟ هل تُريد استرداده ؟ هل أخطأت في الحساب ؟ لا يا عمّ
لم أُخطئ في الحساب لقد رُدّ إليّ بالفعل ولكن بعشر أضعاف !
قال أبي متعجبا وقد طار النوم من عينيه : كيف يا بُنيّ ؟
هذا ما أردتُ أن أقوله لك !
ولم أُطق صبراً حتّى الصّباح ، بينما أنا أهنئ بنومٍ حالمٍ ، إذ بمركبة في
عرض البحر ، محمّلة بالبضائع في طريقها إلى استانبول ، منعت السّلطات
دُخولها إلى البلاد التّركيّة ، فلم يكن بُدّ من تفريغها في أقرب ميناء
وعِند أكبر تاجر بخصم كبير جِدّاً ، وقع الاختيار على مِصر ، وعلى العبدِ
الفقير ، اتّصلوا بي وعرضوا الأمر وقد قبلت .
تدري يا حاج محمد كم أربح فيها بإذن الله وفضلِه ؟ ستمئة ألف ، يعني عشر أضعاف ما قدمت .
قال
أبي صدق الله العظيم ( والله يُضاعِف لمن يشاء ) ، (مَنْ جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ، ( وما أنفقتم من شيءٍ فهو
يُخلفه ) .
طُرق الباب ، دخل على أبي في الجمعيّة
الخيريّة شابٌّ في العقد الرّابع من عُمره ، في يده حقيبة بُنّيَّة ، وعلى
وجهه آثار السّفر ، ألقى التّحية وردّ عليه أبي ورحّب به ، وأجلسه في
المقعدِ القريبِ منه ، قال وهو يرتشف قدحاً من الشّاي : لقد قرّرتُ أنا
وزوجتي أن نتصدّق بهذا المال الذي ادّخرناه لسنوات ، يحدونا الأمل أن نبني
به بيتاً أنيقاً تُحيطه حديقةٌ فيحاء ، يلعب فيها أطفالنا مع أترابهم ،
أحلامٌ وأحلامٌ ، وبعد أن جمعنا المال ، بدا لنا أمرٌ آخر ، أن ندّخره عند
الله ، قصراً في دار السّلام وها هُو بين يديك فاجعله حيث شئت في أبواب
الخير صدقةً جاريةً .
ابتسم أبي ابتسامةً مُشرقةً ، وربت على كتف
الشّاب ، وقال أسأل الله أن يتقبّله منك رصيداً وذُخراً في دار البقاء ،
فتح الحقيبة ولشدة ما كانت المفاجئة السّارّة مليونان من الجُنيهات إنّها
تكفي لتشييد مصنع أو لبناءِ مدرسة ، نعم إنّه تكلفة مشروع المدرسة
النّموذجية التي طالما تمناها أبي ، كي تنهض بالمُجتمع وترقى بالأخلاق
وتغرسُ القِيَم وتُهذّب النُّفوس وتُغذّي العُقول ، قال الشّابّ : كما ترى
يا أبا أحمد بشرط أن أتكفّل بكُلّ النّفقات مهما بلغت .
مرّت الأيام وتفتّق البِناء وارتفع ، وكاد أن
يتمّ لولا نفقات يسيرة لا تتجاوز خمسة عشر ألف جُنيه ، برّ أبو أحمد بوعدِه
اتّصل بهذا الشّاب السّخيّ طلب منه أن يتفضّل بزيارته في المؤسّسة التي
يُديرُها بالقاهرة ، سافر إليه ومعَه ولده خالد أصغر أبنائه ، وصلا لمكتبه
هشّ لهم وبشّ ، أكرم ضيافتهم ، حضر وقت صلاة الظُّهر ، خرجوا جميعا للمسجد
وبعد الصّلاة انصرف بهم إلى بيتِه للغداء والاسترواح ، ثُمّ عادوا إلى
المُؤسّسة بعد صلاة العصر ، وطال مُكْثُهم حتّى المغرب ، أبو أحمد يُريد أن
يعود لقد تأخّر طويلاً ، والشّاب لم يتطرّق إلى الموضوع ( المبلغ ) ،
تكلّم أبو أحمد بعد تردُّد وكان معروفا بحزمه ، قال : لقد تأخّرت ، وعدتني
بالمبلغ ! فهل أنصرف الآن ؟ قال الشّاب بسُكُونٍ وتؤدة بل انتظر قليلاً ،
لقد تعمّدت أن تبقى معي حتّى ينتهي الدّوام ، إنّني عزمْت أن أتصدّق بكُلّ
ما في خزينة اليوم من مال .
بعد ساعاتٍ انتهى الدّوام ، وأخذ الشّاب
حصيلة اليوم ستّون ألف جُنيْهاً قدّمها لأبي أحمد الذي عاش لحظاتٍ بين
الذّهول والفرح ، قال للمحسن مشفقا : طلبتُ منك رُبْع هذا المبلغ ، هُو
يكفينا لا حاجة لنا بالباقي ! قال أبو أحمد : ولكن هل تحرمني من هذا الخير ؟
سكتَ الوالد سكُوت الرّضا وانصرف شاكراً .
عُدْنا إلى بلدِنا ، ما إن ولجت البيت حتّى ارتميت على الفراش ، وخطفني
النّوم ، وطرحني في سهاده ، وأنا استمتع بدفء الفِراش في ليل الشّتاء ، دقّ
جرس الهاتف نهِضت من الفراش أوقدت المِصباح نظرتُ في السّاعة التي على
المنضدة ، السّاعة الثّالثة يا لقلّة الذوق ، يوقظون النّاس من نومهم في
هذه السّاعة .
قُلت هذا ضجِراً ، ولم أردّ على الهاتِف ، الذي رنّ للمرّة الثّانية انتبه
أبي وسألني : لم لا ترد يا خالد ؟ فقلت : أناسٌ مُزعجون ! لا يستحقُّون رفع
السّمّاعة ، قال عيبٌ عليك يا بُنيّ ، الله أعلمُ بخطبهم ، رفعت السّمّاعة
، إنّه الشّاب السّخي ، يا أبي تناول الوالد السّمّاعة وحيّاه وقال : تدري
يا حاجّ لماذا اتّصلتُ بك في هذه السّاعة ؟ لا يا بُنيّ ما الخطب ؟ قال :
المبلغ الذي أعطيتك ؟ هل تُريد استرداده ؟ هل أخطأت في الحساب ؟ لا يا عمّ
لم أُخطئ في الحساب لقد رُدّ إليّ بالفعل ولكن بعشر أضعاف !
قال أبي متعجبا وقد طار النوم من عينيه : كيف يا بُنيّ ؟
هذا ما أردتُ أن أقوله لك !
ولم أُطق صبراً حتّى الصّباح ، بينما أنا أهنئ بنومٍ حالمٍ ، إذ بمركبة في
عرض البحر ، محمّلة بالبضائع في طريقها إلى استانبول ، منعت السّلطات
دُخولها إلى البلاد التّركيّة ، فلم يكن بُدّ من تفريغها في أقرب ميناء
وعِند أكبر تاجر بخصم كبير جِدّاً ، وقع الاختيار على مِصر ، وعلى العبدِ
الفقير ، اتّصلوا بي وعرضوا الأمر وقد قبلت .
تدري يا حاج محمد كم أربح فيها بإذن الله وفضلِه ؟ ستمئة ألف ، يعني عشر أضعاف ما قدمت .
قال
أبي صدق الله العظيم ( والله يُضاعِف لمن يشاء ) ، (مَنْ جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ، ( وما أنفقتم من شيءٍ فهو
يُخلفه ) .
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الإثنين سبتمبر 17, 2012 6:18 pm
كم هي جميله كلمااتك هنا
فلك مني أحلى الأمااني بأسعد الاوقاات
مع شكري وتقديري لك
فلك مني أحلى الأمااني بأسعد الاوقاات
مع شكري وتقديري لك
طرح راقي
ومجهود مميز كالعاده
يعطيك الف عافيه يالغلا
سارقب نزف قلمك الرائع بكل شوق
لك مني احترامي وودي
جميل ماقدمته لنا
يعطيك العافيه
مشكور يالغلآ..
لاتحرمنا من جديدك
في انتظار الجديد بشوق
تقبل مروري وودي لك
تحياتي
يعطيك العافيه
مشكور يالغلآ..
لاتحرمنا من جديدك
في انتظار الجديد بشوق
تقبل مروري وودي لك
تحياتي
- روعة الكونمشرفة
- عدد المساهمات : 973
النقاط : 678
التقيم : 1
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الأربعاء سبتمبر 19, 2012 2:46 pm
جميل ماقدمته لنا
يعطيك العافيه
مشكور يالغلآ..
لاتحرمنا من جديدك
في انتظار الجديد بشوق
تقبل مروري وودي لك
تحياتي
يعطيك العافيه
مشكور يالغلآ..
لاتحرمنا من جديدك
في انتظار الجديد بشوق
تقبل مروري وودي لك
تحياتي
- نادينالمراقبة العامة
- عدد المساهمات : 869
النقاط : 730
التقيم : 17
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
السبت سبتمبر 22, 2012 2:44 pm
جزـااااكـ الله خيراً وبااااركـ فيك ونفع بكـ
واثااابكـ جنة الفردوس بغير حساااب ولا سابقة عذاب
وجعله ربى فى ميزااان حسناااتك
دمت فى حفظ الرحمن
واثااابكـ جنة الفردوس بغير حساااب ولا سابقة عذاب
وجعله ربى فى ميزااان حسناااتك
دمت فى حفظ الرحمن
- للدين فتاةعضو محترف
- عدد المساهمات : 480
النقاط : 330
التقيم : 2
الموقع : منتديات رهف الرومانسية
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
السبت سبتمبر 29, 2012 3:34 am
مشكوور علي الموضوع الجميل
- عبير الحبكبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 322
النقاط : 218
التقيم : 4
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الخميس أكتوبر 04, 2012 1:21 pm
طرح ررائع
يعطيك العافيه يا الغلااا
ؤلا يحرمك الأجر إن شاء الله
ؤيرزقك جناات النعيم
ودي وعبير ورودي "
يعطيك العافيه يا الغلااا
ؤلا يحرمك الأجر إن شاء الله
ؤيرزقك جناات النعيم
ودي وعبير ورودي "
- NoOoLHعضو متميز
- عدد المساهمات : 126
النقاط : 119
التقيم : 1
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الأربعاء أكتوبر 10, 2012 8:20 am
اشكرك ع الطرح الرائع ياغالي واصل
جزاك الله خيراا
لا اله الا الله
جزاك الله خيراا
لا اله الا الله
- **saad**عضو لامع
- عدد المساهمات : 420
النقاط : 363
التقيم : 0
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الجمعة أكتوبر 12, 2012 8:37 am
شــكــرآ ع ــلى الموضــوع آلرآئع
جزآكـ آلله خخيرآ
و ننتظر ج ــديدك
في امآن آلله
جزآكـ آلله خخيرآ
و ننتظر ج ــديدك
في امآن آلله
- دمعة انساننائب المدير العام
- عدد المساهمات : 805
النقاط : 496
التقيم : 2
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
السبت أكتوبر 13, 2012 7:27 pm
- hemza_dzعضو جديد
- عدد المساهمات : 42
النقاط : 42
التقيم : 0
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 5:00 pm
طرح راقي
ومجهود مميز كالعاده
يعطيك الف عافيه يالغلا
سارقب نزف قلمك الرائع بكل شوق
لك مني احترامي وودي
ومجهود مميز كالعاده
يعطيك الف عافيه يالغلا
سارقب نزف قلمك الرائع بكل شوق
لك مني احترامي وودي
- همسة املعضو فضي
- عدد المساهمات : 242
النقاط : 244
التقيم : 0
رد: ( قصرٌ في الجنّة )
الجمعة ديسمبر 07, 2012 2:34 pm
شكرا لك اخي
واصل ابداعك
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
♥♥♥
واصل ابداعك
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
♥♥♥
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى