- RoTanaالمراقبة العامة
- عدد المساهمات : 500
النقاط : 659
التقيم : 0
العمر : 24
الموقع : Alby
تعاليق : الحياة محطات:
أعذبها الحب
وأصعبها الفراق
أحزنهاالوداع
أمرها الخيانة
أجملها اللقاء
أملها الإنتظار
أحلاها الوفاء
الصائمون الأوائل
الأحد يونيو 30, 2013 11:18 pm
حتى نحصل على الثمرة المرجوة من الصيام لابد أن يكون صيامنا كما كان عليه حال سلفنا الصالح, تنافسا في الطاعات, وتزودا من النوافل والقربات, ومن أهمها أداء الفرائض مع جماعة المسلمين, والحرص على أداء صلاة التراويح والقيام, وبذل الصدقات للمحتاجين, وتجنب كل ما يخدش ويفسد الصيام من الأقوال والأفعال.
لقد كان السلف –رحمهم الله- مثالا رائعا في الحرص على أنواع الطاعات والقربات خاصة في رمضان, وروي عنهم قي ذلك قصصا عجيبة من ذلك:
باع قوم جارية لهم لأحد الناس, فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان –كما يصنع كثير من الناس اليوم- فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت: لماذا تصنعون ذلك؟ فقالوا: لاستقبال شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟!! والله, لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان, لا حاجة لي فيكم, ردوني إليهم, ورجعت إلى سيدها الأول!!
من صور قيام الليل عند الأوائل خلال السنة -ناهيك عن رمضان- ما يروى عن الحسن بن صالح –وهو من الزهاد العباد الورعين- أنه كان يقوم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثا, فلما ماتت أمه تناصفا هو وأخوه الليل, فيقوم هو نصف الليل ويقوم أخوه النصف الآخر, فلما مات أخوه صار يقوم الليل كله!!. ومن الصور عنهم –رحمهم الله- ما ذكر السائب بن يزيد أن القارئ كان يقرأ بمئات الآيات حتى كان الواحد منهم يعتمد على العصي من طول القيام.
ولقد كان من حال أسلافنا أنهم كانوا يعتنون بكتاب الله تعالى –خاصة في هذا الشهر الكريم- فقد كان جبريل –عليه السلام- يدارس رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان, وكان بعض السلف يختم القران في قيام رمضان في كل ثلاث ليال, وبعضهم في سبع, وبعضهم في كل عشر, فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها, وكان قتادة –رحمه الله- يختم في كل سبع دائما, وفي رمضان في كل ثلاث, وفي العشر الأواخر في كل ليلة.
وكان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم, ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف, وعن الإمام مالك مثله. وكان سفيان الثوري –رحمه الله- إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة من النوافل وأقبل على قراءة القرآن. وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وعن أبي حنيفة نحوه.
ولما كان للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فقد كان السلف يتسابقون في ذلك ابتغاء رضوان الله, وذلك في صور متعددة منها إطعام الطعام سواء كان بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح -حيث لا يشترط في المطعم الفقر- قال –صلى الله عليه وسلم- ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))1.
ومما يبين حرصهم ذلك قول زيد بن أسلم: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي, فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك؟)) قلت مثله, قال: وأتى أبو بكر -رضي الله عنه- بكل ما عنده, فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك؟)) قال: أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا2. هكذا كان حرصهم في إرضاء ربهم وحبهم الخير للآخرين عموما وفي رمضان خاصة.
ومن صور تقربهم إلى الله في رمضان أن كثيرا منهم كان يؤثر بفطوره وهو صائم, منهم عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- وداود الطائي, ومالك بن دينار, وأحمد ابن حنبل, وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين, وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة!!
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم, منهم الحسن وابن المبارك. وقال أبو السوار العدوي –رحمه الله-: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده, إن وجد من يأكل معه أكل, وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه. يا لها من نفوس طاهرة محبة للخير والإحسان خاصة في أيام النفحات.
إن عبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنة: ((لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم))3. هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم.
كما ينشأ عنها: مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك الذي أطعمتهم إياه.
أخي الكريم: انظر كيف كان هؤلاء النخبة ممن اصطفاهم الله كيف كانوا يشمرون في مرضات الله واسلك سبيلهم, واجعل من رمضان شهر عبادة ودليل سعادة وخير وسعادة, وتذكر أن إدراكك لهذا الشهر المبارك نعمة عظيمة, فها أنت ذا تحيا صحيحا سليما, وها قد أتاك رمضان وأنت ضارب عنه بالنسيان, تذكر يوم توضع في القبر:
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة فعند اللقاء ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذا الأحزان فرحان جاذلا
تذكر أخي الصائم أن فلاح الدارين متعلق بتحقق التقوى في نفسك, ثم تذكر أن رمضان سبيل التقوى, قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}4 . فكيف يعبد المسلم ربه في رمضان وكيف يقضي لحظاته ليلحق بذلكم الركب الصالح فيكون من المتقين الفائزين بفضله وثوابه؟
بادر -رحمك الله- بالتفرغ للعبادة والتوبة والاستغفار, وبالصدقة والمحافظة على الأذكار, والتبتل والدعاء بالأسحار قبل فوات الأوان.
والله أسأل أن يجعل شهر رمضان شاهدا لنا بالخيرات, لا شاهدا علينا بالذنوب والسيئات, وأعتق يا ربنا رقابنا من النار في هذا الشهر الكريم, وألحقنا بسلف الأمة المهتدين, برحمتك يا أرحم الراحمين.
رد: الصائمون الأوائل
الإثنين يوليو 01, 2013 8:48 am
ماشاء الله معلومات قيمة ومفيدة في نفس الوقت ,..
سلمت يمناك ِ وبارك الله فيك ِ ,
وجزاك ِ الله خير الجزاء ,,
وجعل هذا عملك ِ في ميزان حسناتك ِ ,,
سلمت يمناك ِ وبارك الله فيك ِ ,
وجزاك ِ الله خير الجزاء ,,
وجعل هذا عملك ِ في ميزان حسناتك ِ ,,
رد: الصائمون الأوائل
الثلاثاء يوليو 02, 2013 1:24 am
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالية على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالية على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى